سؤال مهم جداً يجب علينا أن نوجهه لأنفسنا؟ ونحاول الإجابة عنه. لماذا يقع العباد في معصية رب الأرباب، ومسبب الأسباب، وخالق الناس من تراب؟! والجواب: نعصي الله -تبارك وتعالى- لأننا غفلنا أو تغافلنا عن الهدف الذي من أجله خلقنا الله: قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، سورة الذاريات(56).. فالله -تبارك وتعالى- لم يخلقنا عبثاً، ولم يتركنا سدى وهملاً، بل خلقنا لهدف، وهو عبادته وحده لا شريك الله: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء سورة البينة(5). نعصي الله تبارك وتعالى؛ لأن إيماننا بالله وباليوم الآخر ضعيف، ولذلك نجد أن نصوص الكتاب والسنة كثيراً ما يقرن فيها بين الإيمان بالله واليوم الآخر، فمثلاً جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره...). وفي البخاري أيضاً: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة). وهكذا من ضعف إيمانه بالله وباليوم الآخر فإنه سيقع في معصية الله، فيترك الصلوات، ويقع في كبائر الذنوب من سرقة وزنى وخمر،موقع شام24، وما إلى ذلك من الذنوب العظيمة!. نعصي الله -تبارك وتعالى- لجهلنا بعظمة الله -عز وجل- وعظيم قدره، قال الله تعالى: قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ سورة عبس(17). فبسبب جهله بالله كفر بالله، وعصاه. ولو عرف الله حق معرفته لما وقع في المعصية والمخالفة. يقول ابن القيم -رحمه الله-: "النفوس الجاهلة الضالة أسقطت عبودية الله سبحانه، وأشركت فيها من تعظمه من الخلق، فسجدت لغير الله، وركعت له، وقامت بين يديه قيام الصلاة، وحلفت بغيره، ونذرت لغيره، وحلقت لغيره، وذبحت لغيره، وطافت لغير بيته، وعظمته بالحب والخوف والرجاء والطاعة كما يعظم الخالق، بل أشد، وسوت من تعبده من المخلوقين برب العالمين"1. وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من أسباب الوقوع في معاصي الله: الجهل وقلة العلم، فقد ثبت في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزنى). ونعصي الله -تبارك وتعالى- تعمداً باتباعنا لخطوات الشيطان،موقع شام24، والله قد حذرنا من ذلك فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فمن خالف هذه الآية فإنه سيقع في معصية الله؛ لأن الله قال بعدها مباشرة: وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ